كيف تساعد طفلك على الكتابة اليدوية؟
المقدمة
في العصر الرقمي الحالي، قد نلاحظ أن الكتابة اليدوية أصبحت مهارة متلاشية. وذلك بسبب الاعتماد الكبير على الكتابة الرقمية واستخدام وسائل سريعة ومريحة للتواصل وتسجيل المعلومات. ولكن هذا لا يعني أن الكتابة اليدوية ليست ضرورية في حياتنا وحياة أطفالنا لذلك يجب أن نحرص على تطويرها لديهم, سنعرض في هذه المقالة أهمية الكتابة اليدوية وكيفية التمييز بين خطوط اليد المختلفة، وأهم العوامل التي تؤثر على جودة الكتابة اليدوية.
بالبداية لماذا تعد الكتابة اليدوية مهمة؟
يتم البدء بتعليم الأطفال الكتابة في المرحلة التأسيسية للسنوات المبكرة حيث مع وصولهم للسنة السادسة من عمرهم يُتوقع أن “يكتبوا بشكل مقروء، و بطلاقة و بسرعة متزايدة”، وأن يتخذوا خيارات بشأن خطهم اليدوي.
يجادل البعض أن تعلم هذه المهارة هو أمر غير مجدي ولا يستحق المتابعة لا سيما في العصر الرقمي. ولكن تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الكتابة باليد بدلاً من الكتابة باستخدام الأجهزة الإلكترونية، تنشط الدماغ، مما يساعدنا على التعلم والتذكر بشكل أكثر فعالية. ومع زيادة متطلبات المنهج الدراسي، فإن وجود خط يد بطلاقة يسمح بتدوين الملاحظات، والتعبير عن الأفكار المعقدة ويدعم القدرة على الإبداع.
بمجرد أن يتمكن الطفل من الكتابة اليدوية سنلاحظ أيضا تحرر قدراته المعرفية للتركيز على مهارات الكتابة ذات المستوى الأعلى بدلاً من القلق بشأن تكوين الحروف وما إذا كانت الكتابة مقروءة. علاوة على ذلك، تشير الأبحاث إلى أن التدرب على الكلمات المكتوبة بخط اليد بطلاقة مرارًا وتكرارًا يمكن أن يساعد الدماغ على تهجئة الكلمات ومع زيادة التلقائية في التهجئة أيضًا، يتم تحرير المزيد من العبء المعرفي.
أسس الكتابة اليدوية
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يطورون مهارات حركية إجمالية ودقيقة في سنواتهم الأولى، يكونون أكثر استعدادًا للكتابة.حيث تساعد الأنشطة التي تتطلب استخدام الجسم كله، مثل التدحرج والتسلق والقفز، على تطوير القوة الأساسية والمرونة، مما يسهل على الأطفال استخدام أدوات الكتابة 1.
بالإضافة إلى ذلك, تساعد الأنشطة التي تتطلب استخدام الأصابع واليدين، مثل استعمال الخيوط، والتحريك، وعمل الأزرار، واستخدام زجاجات الرش، وصنع نماذج من الطين، على تحسين المهارات الحركية الدقيقة، والتي تعد ضرورية لمسك القلم والتحكم فيه.
يحتاج الأطفال أيضًا إلى القدرة على عبور خط الوسط، وهي القدرة على تحريك الذراعين والساقين في الاتجاه المعاكس. يمكن مساعدة الأطفال على تطوير هذه المهارات من خلال الأنشطة التي تتضمن حركات دائرية كبيرة، مثل التصفيق باليدين وركل الكرة و تدوير الجزء العلوي من الجسم.
فيما يلي بعض الأمثلة على الأنشطة التي يمكن أن تساعد في تطوير المهارات الحركية للأطفال:
- تسلق الأشجار
- ركوب الدراجات
- السباحة
- الرقص
- الرسم
- التلوين
- العمل اليدوي
- الألعاب التي تتطلب استخدام اليد والبصر
من خلال توفير فرص للأطفال للعب والاستكشاف، يمكننا مساعدتهم على تطوير المهارات الحركية اللازمة للكتابة. ولكن الأطفال الأكبر سنًا يحتاجون إلى الأنشطة الحركية الإجمالية والدقيقة لتقوية العضلات وتطوير القدرة المطلوبة للكتابة.
حيث بمجرد الاستعداد لوضع القلم على الورق، يمكن أن تساعد أنشطة وضع العلامات وأشكال الكتابة المسبقة الأطفال على تطوير المهارات الحركية الدقيقة وقوة اليد والتنسيق. بالإضافة إلى أن الأنشطة التي تتطلب استخدام الأصابع واليدين، مثل التلوين والخياطة واللعب بالألعاب اليدوية، تساعد في تطوير المهارات الحركية الدقيقة.
كيف أقوم بتعليم الطفل الكتابة اليدوية؟
يمكن للأطفال تعلم تكوين الحروف بشكل أسهل إذا تم تعليمهم مجموعات من الحروف بناءً على تكوينها.
على سبيل المثال، إذا أتقن الطفل تكوين الحرف “ب”، فسيكون من الأسهل عليه تعلم الحروف “ت” و”ث” و”ن” ، لأنها عبارة عن ما يشبه الإناء والاختلاف سيكون فقط بتوزيع النقاط.
بالمثل، إذا أتقن الطفل تكوين الحرف “ج”، فسيكون من الأسهل عليه تعلم الحروف “ح”، “خ” وما إلى ذلك.
لذلك يجب الحرص على تصميم كل تشكيل حرف وتدريسه قبل أن يمارسه التلاميذ.
حيث يمكن تشجيع التقييم الذاتي أيضًا، مثل أن يقول المعلم: “تعجبني حقًا الطريقة التي تجعل بها جسد حرف “ع” جالسًا على الخط مع السليل الطويل أسفل الخط. أي واحد تحب؟ لماذا؟”
لذلك يعتبر التشجيع من مهم حتى لا يصاب الطفل بإحباط كبير نتيجة ضعف قدرته على الكتابة لأن ذلك قد يدفعه إلى الابتعاد عن الكتابة تمامًا. فضعف الكتابة اليدوية يمكن أن يسبب صعوبة في التعبير عن الأفكار بشكل مقروء، مما قد يؤدي إلى الإحباط والإحراج. وقد يشعر الطفل أنه غير قادر على مواكبة أقرانه، مما قد يدفعه إلى الابتعاد عن الكتابة تمامًا.
على الرغم من أن التكنولوجيا يمكن أن تكون مفيدة في دعم هؤلاء الأطفال، إلا أن الكتابة اليدوية لا تزال مهارة أساسية في النظام التعليمي. فالعديد من المهام المدرسية تتطلب الكتابة اليدوية، مثل تدوين الملاحظات وكتابة الواجبات المنزلية والاختبارات.
تشير الأبحاث إلى أن الممارسة المكثفة مع التغذية الراجعة الفعالة ضرورية لتطوير مهارات الكتابة اليدوية. فالممارسة تساعد على تطوير القوة والمهارة اللازمة لكتابة الحروف بشكل صحيح. والتغذية الراجعة الفعالة تساعد على تحديد الأخطاء ومعالجتها.
من المهم مراقبة الكتابة اليدوية للأطفال لضمان تكوين الحروف بشكل صحيح، وتقديم التغذية الراجعة الفعالة لتعزيز الكتابة اليدوية بكفاءة وطلاقة. يمكن القيام بذلك من خلال:
- التركيز على تكوين الحروف الصحيح.
- تقديم التغذية الراجعة بشكل إيجابي وموجه.
- توفير فرص للممارسة المنتظمة.
- استخدام أدوات وتقنيات تساعد على تطوير الكتابة اليدوية.
من خلال توفير الدعم المناسب، يمكن للطلاب الذين يعانون من ضعف الكتابة اليدوية تطوير هذه المهارة الأساسية والنجاح في المدرسة.
استراتيجيات دعم وتحسين الكتابة اليدوية في الفصل الدراسي
منهج الكتابة اليدوية المنظم:
هذا المنهج المنظم للكتابة اليدوية يوفر إرشادات واضحة لتدريس كيفية تكوين الحروف والمسافات بين الحروف وأسلوب الكتابة اليدوية. وضمن الاتساق في التدريس عبر المستويات المتنوعة بالصف.
أساليب التعلم متعدد الحواس:
يتم العمل على دمج الأنشطة متعددة الحواس في دروس الكتابة اليدوية لإشراك حواس الطلاب. يمكن للأنشطة مثل تتبع الحروف على الرمال، أو استخدام المواد الملموسة، أو دمج الحركة أن تجعل تعلم الكتابة اليدوية أكثر تفاعلية ومتعة ويساعد أيضا الصندوق الحسي بألعاب الحروف على ذلك.
التعليمات الفردية:
يجب أن يدرك المعلم أن الطلاب لديهم مستويات مختلفة من إتقان الكتابة اليدوية. و توفير الدعم الفردي والتدخلات والإقامة للطلاب الذين يعانون من صعوبات الكتابة اليدوية. قد يشمل ذلك تدريبًا إضافيًا أو أدوات تكيفية أو تقنية مساعدة.
الاندماج في المنهج:
يتم تضمين ممارسة الكتابة اليدوية في المنهج الدراسي الأوسع للتأكيد على أهميتها في مختلف المواضيع. شجع الطلاب على استخدام الكتابة اليدوية الأنيقة في جميع الواجبات الكتابية ودفاتر العلوم والمهام الأكاديمية الأخرى، مما يعزز فكرة أن التواصل الواضح هو مهارة بالغة الأهمية.
1 Sutapa, P., Pratama, K. W., Rosly, M. M., Ali, S. K. S., & Karakauki, M. (2021). Improving Motor Skills in Early Childhood through Goal-Oriented Play Activity. Children (Basel), 8(11), 994. https://doi.org/10.3390/children8110994